ضمن مشروع تصورات الانتقال في السودان ومناقشة قضايا ما بعد الحرب عقد المركز العالمي للدراسات السياسية و الاستراتيجية بمقره بالقاهرة– جلسة استماع قدم فيها الخبير الاقتصادي الدكتور/ عادل عبد العزيز الفكي عضو اللجنة العليا لإعادة الاعمار والتعويضات.
رئيس مجلس إدارة مركز التكامل السوداني المصري ورقة عن فرص وتحديات إعادة الإعمار في السودان.
تناولت الورقة مفهوم اعادة الاعمار و تحدياته و الفرص المتولدة اضافة لاستعراض نماذج وآليات إعادة الاعمار وتطرقت للقوانين المحفزة.
وكمدخل مفاهيمي عرفت الورقة اعادة مصطلح إعادة الاعمار باعتباره مفهوما متكاملا و شاملا لكل ما تقتضيه المرحلة للانتقال من حالة ما بعد الحرب الى حالة الاستقرار والسلام. ويتضمن ذلك مقاومة المجتمع لحالة الدمار من خلال الاعمار السياسي والاقتصادي والثقافي للمجتمعات، بما يسهم في ترميم الذاكرة المتصدعة للمدن والحضر والريف وامتصاص الصدمة لدى أبناء المجتمع.
وأرجعت الورقة اطلاق المصطلح لأول مرة على الفترة التي أعقبت نشوب الحرب الأهلية في الولايات المتحدة الأمريكية من عام 1865 حتى عام 1877 وذلك لمعالجة مشاكل الانفصال والعبودية وآثارها السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وأشارت إلي خطة مارشال لإعادة اعمار أوروبا بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. كما تطرقت إلي تجارب عالمية مثل خطط اعمار مدن قناة السويس بعد الحروب المصرية الإسرائيلية وخطة اعمار بيروت بعد الحرب الاهلية وإعادة اعمار العراق و ليبيا كقصص نجاح للإعمار بعد الحروب.
وتناولت الورقة توصيف الحرب في السودان باعتبارها تمردا علي الدولة لمليشيات آل دقلو وما ترتب عليه من نتائج وآثار مدمرة تمظهرت في خلق مناخ من عدم الأمن. و طرد السكان والقتل الجماعي والاغتصاب والتهجير. اضافة لبروز اقتصاد غير رسمي قائم على التمويل الذاتي بالنهب والسلب والسوق السوداء وتحصيل الاتاوات غير القانونية.
استعرضت الورقة الخسائر الناجمة عن الحرب من ازهاق للأرواح البشرية و الدمار في الممتلكات والبنية التحتية و استنزاف الموارد الاقتصادية و التأثيرات النفسية و الأضرار البيئية.
واستعرضت الورقة حجم الخسائر والاضرار بالارقام بالتركيز علي القطاعات الانتاجية وقدرت الورقة حجم الخسائر بما يقارب التسعين مليون دولار.
فيما يتعلق بالتحديات حصرتها الورقة في تحقيق الأمن و توفير التمويل وتنفيذ الخطط. فيما رأى مقدم الورقة أن الفرص ينظر اليها من المدخل العمراني و المدخل غير العمراني.
وعددت الورقة مراحل اعادة الاعمار الي مرحلة الاستجابة الأولية وتشمل نزع السلاح و إعادة دمج المقاتلين في المجتمع المدني D.D.R
أما المرحلة الثانية فهي الفترة الانتقالية وتتضمن – إعادة بناء المرافق الاستراتيجية والشبكات – البنية التحتية التعليمية والصحية – بناء القدرات للمؤسسات والأفراد.
قسمت الورقة المشاركون في إعادة الإعمار الي الحكومة و المجتمع المحلي و المجتمع الدولي. مستعرضة مبادئ اعادة الاعمار وقيمه ومؤشرات القياس.
فيما حددت الورقة استدامة الإعمار دعم الاستقرار وتوقف الحرب وحماية المدنيين بتعزيز القدرات الوطنية والمحلية وخلق الشراكات الاستراتيجية اضافة لتطبيق الأسلوب العلمي للإدارة وضمان المكاسب والعائدات المستدامة لشركاء التنمية والاعمار.
وفي معرض اشارتها للموارد ومصادر التمويل قسمتها الورقة الي موارد تمويل داخلية ومحلية ابرزها الحكومة ومؤسسات القطاع العام وشركات القطاع الخاص ومصادر تمويل خارجية من المانحين والصناديق الدولية.
عرجت الورقة علي مواقف الدول من اعادة الاعمار ويرى مقدم الورقة ان جمهورية مصر العربية هي الاقرب و الانسب للتركيز عليها في مشروعات اعادة الاعمار وقدمت الورقة العديد من الدفوعات في ه>ا المنحي كما عددت مقومات الشراكة بالارقام في عدد من الجوانب و المجالات.
تطرقت الورقة للجوانب القانونية والتشريعية المتعلقة باعادة الاعمار. وختمت الورقة بالتوصيات الاتية :
•تعيين رئيس مجلس وزراء (مدني)، وتكوين حكومة من وزراء تكنوقراط.
•إحداث المجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجي والعلاقات الخارجية الذي نصت عليه الوثيقة الدستورية (تعديل 2025).
•توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية مع كل من: مصر- السعودية- الصين- روسيا- قطر- تركيا- ايران.
•تشجيع الشراكات ما بين المؤسسات ورجال الأعمال المصريين والسودانيين من خلال لائحة خاصة تصدرها وزارة الاستثمار وفق السلطات المخولة لوزير الاستثمار تحت قانون الاستثمار لسنة 2021 .
•وتشجيع نفس الشراكات من خلال لائحة خاصة تصدرها وزارة المالية وفقاً للسلطات المخولة لوزير المالية والتخطيط الاقتصادي تحت قانون الشراكة ما بين القطاعين العام والخاص لسنة 2021.
•تسهيل التبادل التجاري من خلال منطقة أو مناطق حرة ما بين مصر والسودان والسعودية.
•تسهيل التعامل المصرفي باتفاقيات خاصة مع كل من: الصين (استخدام اليوان في التبادل التجاري)- السعودية – مصر.
•تسهيل انتقال رجال الأعمال بين السودان ومصر والسعودية عن طريق اعتماد قائمة بيضاء لدى وزارات الخارجية في البلدان الثلاثة.
اتيحت الفرصة لللاسئلة و المداخلات من جانب الحضور التي تطابقت مع طرح الورقة في التاكيد علي اهمية المرحلة.
واشار المتحدثون لضرورة احداث انقلاب في الفكر السياسي و التطور السياسي بالاستفادة من التجارب الوطنية ووضع مناهج للتربية الوطنية حتي يكون بناء الانسان جزءا من اعادة الاعمار.
كما تطرقوا لعوامل اعادة الاعمار منها ضرورة بناء نظام اداري حديث وادخال بيوت خبرة عالمية وخروج الحكومة من قطاع الخدمات. اضافة لتطوير قانون الاستثمار.
كما اكد المتحدثون ضرورة تطوير الشراكات وتفعيل عدد من الاتفاقيات خاصة جمهورية الصين خاصة اتفاقيات التبادل التجارى و التعامل بعملة اليوان وافتتاح بنك صيني في السودان.
وتناول المتحدثين ضرورة التحول لاقتصاد المعرفة و الانتقال للاقتصاد الرقمي وخلق شراكات اقتصادية عبر منصة اعادة الاعمار.
واشار المتحدثون لبناء القوة العسكرية و تطوير القدرات الدفاعية في سياق إعادة الإعمار.