استضافت القاهرة في السادس والعشرين من نوفمبر 2025 مائدة مستديرة حول الأوضاع في السودان في ظل التطورات الداخلية والإقليمية والدولية، نظمها المركز العالمي للدراسات السياسية والاستراتيجية بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم المصري، بمشاركة نخبة من الدبلوماسيين والخبراء والباحثين والإعلاميين من البلدين.
جلسات ومداخلات محورية
افتُتحت الندوة بكلمات شددت على ضرورة تبني مقاربات عملية لفهم الأزمة السودانية والتعامل مع تداعياتها المتشابكة. واستعرض المتحدثون أبرز القضايا المطروحة على الساحة، من وحدة الدولة ومآلات الحرب ودور الأطراف الإقليمية والدولية، إلى مستقبل المؤسسات العسكرية والأمنية.
كما ناقش المشاركون الجوانب الإنسانية وتحديات الإغاثة وعودة النازحين، وإمكانات بناء مسار سلام شامل، إضافة إلى المشكلات البنيوية التي تواجه الدولة في ظل الحرب، وقضايا الاقتصاد الكلي وإعادة الإعمار، وملفات العدالة والعدالة الانتقالية.
اتجاهات عامة وتوصيات
عكست المناقشات توافقاً عاماً حول ضرورة معالجة تعقيدات الصراع على المستويات السياسية والإنسانية والأمنية، وأهمية الدور المصري في دعم الاستقرار. كما برزت دعوات لتعزيز الجهد الإعلامي والبحثي، والرصد المنهجي لما يُنشر عن السودان، وإطلاق مبادرات مشتركة تسهم في بناء رؤية متماسكة لمسار السلام وإعادة الإعمار.
وأشار المشاركون إلى أن الأزمة امتدت إلى مجال السرديات ومحاولات تشكيل الرأي العام إقليمياً ودولياً، الأمر الذي يستدعي تعزيز الرواية الحقيقية لتوصيف الحرب بانها تمرد لقوات الدعم السريع ضد الدولة السودانية،
وأشار الخبراء إلى أن تصحيح المفاهيم المتعلقة بالحرب يمثل مدخلاً ضرورياً لإعادة توازن الصورة العامة، ولا سيما بعد انكشاف آثار الحملات الإعلامية المنظمة، بما في ذلك ما يتصل بالمشروع الإماراتي عقب أحداث الفاشر.
كما لفت الخبراء إلى أن إعادة الإعمار تشكّل محوراً أساسياً في أي حل مستدام، بما يتطلب شراكات واسعة بين المؤسسات السودانية والمصرية والعربية والدولية، ودوراً أكبر للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.
ختام الفعالية
اختُتمت أعمال الندوة بالتأكيد على الدور المتنامي لمراكز الفكر في قراءة المشهد السوداني وتمليك الرأي العام وصانعي القرار تحليلات استراتيجية معمّقة تساعد في صياغة مسارات واقعية لحل الأزمة، وتعزيز فرص السلام والاستقرار في السودان والمنطقة، مع التأكيد على ضرورة البناء على مخرجاتها، والاستفادة من الأفكار والتوصيات التي طُرحت لدعم الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب واستعادة الاستقرار ووحدة السودان.